![الوضعيَّة المنطقيَّة الوضعيَّة المنطقيَّة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhcnTHRqeU_hT32rwrqCOUDs2tMKAMC3zqc35MR1b7LkyRJOpJF1koM9EYYsOOKSEEGxEXDE9ZYPF52c5xUsJWiPd_FPxI3FdizNiztM8rc_UJIjBYUO6K13qyJkCHpBZVcsOpRhBknDEND/s640/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25B6%25D8%25B9%25D9%258A%25D9%2591%25D9%258E%25D8%25A9-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25B7%25D9%2582%25D9%258A%25D9%2591%25D9%258E%25D8%25A9.jpg)
سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الثالث والعشرون: الوضعيَّة المنطقيَّة
-الوضعية المنطقية تقول أن القضايا إما أن تكون:1. قضايا تحليليَّة.
2. قضايا تركيبيَّة.
وأي قضايا أخرى فهي قضايا خالية من المعنى.
![الوضعية المنطقية الوضعية المنطقية](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi6Dci6chZQL61-ploZcdNJXvE21v918xOOVGcgTF4XwVeJJCXtquSqljr9ba2Wx8svIZdug8qYIel1KLgVksv9t2sKQbXB-L9Av6xAwstrBbiwNGPFz8BwVvkGVrjHibMA-iEbHlURPHcO/s400/1.jpg)
- القضايا التحليلية: هي القضايا التي لا يزيد محمولها على موضوعها. فهي متوازنة. لذلك فهي قضايا قطعية لا شك فيها.
مثل: 1 + 1 = 2 (هناك توازن في طرفي المعادلة. فلا يزيد المحمول على الموضوع.)
هذه القضايا التحليليَّة (مثل القضايا الرياضيَّة) لا تُضيف علماً جديداً.
ديفيد هيوم (الجد الأكبر للقضايا التحليليَّة) يقول: "إذا قرأت كتاباً في الميتافيزيقا ولم تجدهُ يعالج المسائل بأسلوب رياضي تحليلي، فألقه في القمامة.
![ديفيد هيوم ديفيد هيوم](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhdVrXzDvdCUcPQQtP5vOjsvUvjDIdArB0uw7GZcJIOy9oCwXphigZti3UYKaH7rdUKXXVAxnzp49JOAFaQbpobMItLl3Q1EG1fScF8AFlDVOHZnaWwkrC6HftFb3q1GZc6ScKVjdPPIaNY/s320/2.jpg)
- القضايا التركيبيَّة: هي القضايا التي يزيد محمولها على موضوعها. وهي تُضيف علماً جديداً.
مثل: "الحديد يتمدد بالحرارة وينكمش بالبرودة". هذه قضيَّة تركيبيَّة. فهي تفيد علماً جديداً. كما ان الحديد قبل هذا القانون (وقبل اختباره) لم يكن يفيد هذه المعلومة (التمدد والانكماش). وكان لا بُد من اختباره وتجربتِه.
كل العلوم الطبيعيَّة والكونيَّة والتجريبيَّة والاستقرائيَّة، هي قضايا تركيبيَّة.
(الاعتقاد بالقضايا التركيبيَّة لا يكون قطعياً، إنما يكون ترجيحياً).
- يقول كانط: "هل يُمكن في أي زمان وفي أي مكان أن يُصبح واحد زائد واحد لا يساوي إثنان؟ مستحيل! فإن التركيبة الذاتية الفطرية للعقل تقتضي ذلك".
ثُم يعود فيقول: "لكن، هل يُمكن في زمن ما أو في مكان ما أن تُشرق الشمس من المغرب؟ نعم ممكن! فهذه ليست حقيقة رياضيَّة. إنما هي قضيَّة خارجية تركيبية".
- الجوهر: للأشياء جوهر يقبع وراء الأعراض كلها. وليس هو مجموع الأعراض. بل حتى لو زادت الأعراض يبقى الجوهر كما هو ولا يتغير.
(الوضعيون المناطقة يُنكرون الجوهر على اعتبار أنه ميتافيزيقا لا يُمكن اختبارها).
مثال (التفاحة):
الميتافيزيقي يرى أن حجم التفاحة وملمسها وطعمها ورائحتها وغير ذلك، كلها أعراض.
وهناك جوهر وراء ذلك وهو معنى تجتمع عليه تلك الأعراض لتُكون القوام المعروف بـ "التفاحة". وبدون هذا الجوهر لا يُمكن للأعراض أن تجتمع.
الوضعي يرى أن التفاحة هي مجموعة أعراض فقط، وليس هناك جوهر. فالأعراض يمكن اختبارها، وما عدا ذلك أساطير.
![مثال (التفاحة) مثال (التفاحة)](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhAXH3mUMrqpmwpQ5WfA4IgpzeRYmDTuKktVIFgUDpXPHBCzVSx7mehGGGvQ4wHJH0Syq_fq1zKJDKduBRmICB2NFv2Cv4OgNOwUPpSM1mDVPjYrE1DhAZhyHIxJAyghp3RRGCnOII7mNfa/s1600/3.jpg)
نقد الوضعية المنطقية
- الضربة الأولى التي تلقَّاها الوضعيون المناطقة كانت من فيلسوفَين كبيرين، هما:1. برتراند راسل
2. كارل بوبر
![برتراند راسل وكارل بوبر برتراند راسل وكارل بوبر](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgPhp-kqHS811xv7Z0feuKRunag_3pE5cN8uXLIchLBblez8mymCRtgojKbjRceYBpUKx3CPJb4p9Mc4iLjJIq8xT-_jZd1pyAGvY-n94deb_ZmtuMJfjiIGCYSX6_6snASweCKM7stbZqz/s400/4.jpg)
- هذان الفيلسوفان قالا: أنتُم أيها الوضعيون المناطقة لديكم تعميم (مبدأ تحقق) يقول "كل قضيَّة لا يُمكن التحقق من صدقيتها بالرجوع إلى الخارج (الحس) فهي قضيَّة لا معنى لها".
وهذا التعميم (مبدأ التحقق) نفسه هو ليس قضيَّة تحليلية (فهو ليس من النوع الرياضي) ولا قضية تركيبية! لأن العالَم الخارجي (الحسي) لا يختلف في حال كذبها.
(القضية التركيبية يختلف العالم الخارجي في حال صدقها عنهُ في حال كذبها. لأن المعلومات التي حصلنا عليها في هذا النوع من القضايا جاءت بعد التجربة ولهذا تقررت بالتجربة والرجوع إلى العالم الخارجي).
- الضربة الثانية: فيما يتعلق بالحقائق المستنبطة عقلياً.
مثل الجاذبية: فهي في حد ذاتها ليست معطى حسي مباشر. ولكنها شيء استنبطه العقل بناء على معطيات حسية غير مباشرة (جسم وقَع على الأرض).
واعتماداً على قانون الجاذبية مثلاً، نسأل الوضعيين المناطقة: هل قانونكم التحقيقي السابق ينطبق فقط على الاختبارات الحسيَّة المباشرة أم على الاختبارات الحسية المباشرة وغير المباشرة أيضاً؟
بالتأكيد هم سيقولون أنهم يقبلون التجارب الحسية المباشرة وغير المباشرة.
بذلك، يكون اعتراف ضمني بمفهوم وجود الله. لأن هذا المفهوم يقع ضمن المعطيات الحسية غير المباشرة.
- الضربة الثالثة: فيما يتعلق بمعيار الصدق.
فمعيار الصدق في القضايا التحليلية هو: الاتساق (اتساق السبب مع النتيجة – عدم التناقُض.)
ومعيار الصدق في القضايا التركيبية هو: المطابَقَة (مطابقة القول مع الحس – عن طريق
التجربة).
أساس الفكر الإنساني هو قانون عدم التناقُض (الاتساق). الذي ينص على أن النقيضان لا يجتمعان. السؤال هنا هو: ما هو أساس إيمانكم كوضعيين مناطقة بهذا القانون، وهو في ذاته ليس قضية تحليلية ولا تركيبية؟!
كانط، كان أذكى من هؤلاء. فقال: "العقل يحتوي على أشياء فطرية وسابقة على التجربة، ولا علاقة لها بالحس".
(وعلى الرغم من تأثر كانط بهيُوم، إلا أنَّه خالفهُ في هذا).
- الضربة الرابعة: فيما يتعلق بإمكان التجربة.
فأنتم كوضعيين مناطقة قُلتم أنَّه لا بد من التجربة الحسيَّة للتأكد من صدق القضية.
السؤال هو: هل من اللازم أن تكون هذه التجربة الحسيَّة ممكنة بالفعل؟ وإذا لم تكن ممكنة بالفعل، فهل يعني هذا أن القضية فارغة؟
مثلا، كان العُلماء حتى وقت قريب يقولون أن على المريخ أنهاراً ومياه. ولكنهم لم يتأكدوا بتجارب حسية. فهل مقولاتهم هذه هي قضايا فارغة؟!!
مثال آخر: يقول العلماء أن هناك مساحات من الأرض في قديم الزمان سقطت عليها أمطار. ولكن لم يرها (حسياً) منهم أحد. فهل هذه قضية فارغة لأنها لم تُشاهد حسياً في ذلك الوقت؟!
هنا عدَّل المناطقة نظريَّتهم، وقالوا: لا نشترط الإمكان الفعلي وحده، ولكن نقبل أيضاً بالإمكان المنطقي.
هذا يعني أن الإمكان المنطقي أصبح ذا مقبولية عندكم.
ولكن هناك سؤال آخر: بناء على مبادئِكم، كيف أمكنَكم اختبار مقبوليَّة الإمكان المنطقي من خلال تجربة حسية مباشرة؟!
0 التعليقات:
إرسال تعليق