![الوجود والماهيَّة الوجود والماهيَّة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjThnbETNH4LumOymV8HbFwGpWga-xmi7r-Oq-2rav9N6TUlgpPoTll21GTIyNdnV7X0BDpIYFfrvuZJDxMRA5YEoeGlWR73KczM0Luj_DbFs1Vu6MEWFRMVRMNtK36fuU6KoqanSZ9_erv/s640/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%2588%25D8%25AF-%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2587%25D9%258A%25D9%2591%25D9%258E%25D8%25A9.jpg)
سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الرابع والعشرون: الوجود والماهيَّة
- يقول ابن سينا: "الله لم يُمشمش المشمشة. بل أوجدَها."بهذه الجملة، لخص ابن سينا رأيهُ القائل بأصالة الوجود.
![ابن سينا ابن سينا](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhL_n9CW3VqA-RixP-4qSbBSEuhbydez_ulxDSY4Yszx4qa69cxhBBPj0ZNpxmCHaEMkK5XMhWBNLpj9JdtLb4TsF264Yik61lgE1_wWBFSSNMc9J2z67Y4DCb_4l1tJT-78k1oQhXKXtdz/s320/1.jpg)
- كل شيء في الخارج ينعكس في الذهن بصورة هليَّة بسيطة (كذا موجود). الهليات البسيطة دائماً تنحل إلى ركنَين:
1. الموضوع: مفهوم ماهوي.
2. المحمول: مفهوم موجود.
- الماهية: هي الواقعة في جواب ما هي أو ما هو، فإذا قلت: ما هو زيد؟ وجاءك الجواب بأنه إنسان، أو قلت: ما هو الإنسان؟ وجاءك الجواب بأنه حيوان ناطق، كان الجواب على هذا السؤال بذاته ماهية الإنسان. وبعبارة أخرى: أن الماهية بيان لحقيقة الشيء وذاته التي تميزه عما سواه.
- الوجود: حين تواجه موجوداً ما كجبل أحد، فتقول: «جبل أحد موجود»، فقد أشرت بالموضوع (جبل أحد) إلى ماهية الشيء، كما أنك أشرت بالمحمول (موجود) إلى وجوده.
- أصالة الوجود واعتبارية الماهية:
وبما تقدّم يظهر أن الماهية تختلف عن الوجود مفهوماً، أي أن ما يفهم من معنى الوجود غير ما يفهم من معنى الماهية، فكل منهما يختلف عن الآخر في الذهن. وأما في الخارج، أي خارج حدود الذهن فلا يوجد اختلاف، فهما متحدان في شيء خارجي واحد.
ولنا أن نسأل عن الشيء المتحقق في الخارج والذي سميّناه "زيداً" على سبيل المثال، هل هو مصداق لمفهوم الوجود أو إنه مصداق لمفهوم الماهية؟
وبعبارة أخرى: هل إن الوجود أصيل في الخارج أم الماهية؟
فلو كان لكل منهما مصداق، لكان في الخارج مصداقان اثنان لا مصداق واحد، وبما أن الواقع الخارجي لا يوجد فيه إلا مصداق واحد، فلابدّ أن يكون هذا المصداق لأحدهما دون الآخر وإن انطبقا عليه، إلا أن أحدهما واقعي أصيل والآخر اعتباري، أي أن المصداق الخارجي المتمثل بزيد، يكون لأحدهما بالذات ومصداقاً للآخر بالعرض، وبعبارة أخرى: إنه مصداق للوجود دون الماهية.
مثال: لو كان عندك ورقة بيضاء وشرعت بتلوين مساحة منها بلون أخضر، فإن حاصل هذا التلوين سوف يكون شكلاً معيناً ولنفرضه شكلاً مربعاً، فإنك وبعد النظر إلى ذلك سينعكس في ذهنك مفهومان: أحدهما اللون الأخضر والآخر عبارة عن الشكل المربع الذي يُعدّ حداً للّون الأخضر.
فمفهوم اللون الأخضر له مصداق حقيقي وهو اللون الذي ارتسم على اللوحة، وأما مفهوم الشكل المربع فليس له مصداق حقيقي في الخارج. نعم اللون الأخضر حيث ينتهي عند حدود خاصة فلابد وأن يكون له شكل معين وقد اتخذ هنا شكلاً مربعاً، وهو ليس إلا حداً فاصلاً يفصل وجود اللون الأخضر عن اللون الأبيض للّوحة، وأما الشكل المربع فلا عينية له في الخارج، بمعنى إنه لا يوجد في الخارج إلا اللون الأخضر، لأن الحدّ نهاية الشيء التي تميّزه عن غيره ونهاية الشيء لا تمثل شيئاً، وأما الشكل فلا مصداق له يمثله، بل إن الذهن قد اِنتزعه من الوجود الخارجي للّون الأخضر.
- ابن سينا، وملا صدرا الشيرازي (الفلاسفة المشاؤون) قالوا بأصالة الوجود واعتبارية الماهية. السهروردي قال بأصالة الماهية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق