![المفاهيم الكُلِّية المفاهيم الكُلِّية](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiBEokqtQu1BZNDFrcbT5i0plIDT5W_qgC917YPxucrQ5LuZv8WqW2bPFBfIBETtTrT9GH6Fgm_iBttFtwXyd-1LB5KofxDiCQhZIaTACdR8wsGbz9um3iNupJkzKAWkcVZ9P08twHowarA/s640/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2581%25D8%25A7%25D9%2587%25D9%258A%25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%258F%25D9%2584%25D9%2591%25D9%2590%25D9%258A%25D8%25A9.jpg)
سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الواحد والعشرون: المفاهيم الكُلِّية
- المعقول الكلي: مثل مفهوم "التفاحة". وهو المفهوم الذي ينطبق على كل التفاحات الموجودة والتي ستُوجد.- الإسميون: هم من يُنكرون المفاهيم الكليَّة ويقولون أن هذه المفاهيم هي مجرد أسماء وهميَّة مشتركة.
- الأسماء المشتركة (المشترك اللفظي): مثل أسماء العائلات أو الأسماء التي يشترك فيها أشخاص كثيرون – لكن محدودون.
- ديفيد هيوم: هو أحد منكري المفاهيم الكلية.
![ديفيد هيوم ديفيد هيوم](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhzeevUrBymwTqimQgwe5kTq156vT3VUKpCtbUTlsUhTpicGnkLe3Od3eO69yKNcgVoWBzKn7GKGi4VW44uc92aUmwDia0X7Xx1K8uWJHqoODEaJ00IHp3F-hAtdz_5qvZ-ftullVcnCR04/s320/1.jpg)
- حجة هيوم كانَت أكثر ذكاء. فقال أن المفهوم الكلي هو في الحقيقة مفهوم جزئي مبهم ومشوش. وهذا التشويش هو من أوقَعَنا في وهم أنَّه ينطبِق على أشياء كثيرة ( كليَّة).
وضرب مثلاً على هذا بِشبَح يبدو من بعيد بأنَّهُ عدَّة أشياء (عدة احتمالات) وكلَّما اقتربنا منهُ تتضح لنا هويته الحقيقيَّة.
- الفلاسفة العقليون ردُّوا على مثل هذه الشبهات (شبهات هيوم) كالتالي:
1- الرد على جزئية المشترك اللفظي
1. المشترك اللفظيتعريفُه: هو لفظ أُطلق ووضع مرات عديدة على معاني مختلفة. وهذه المرات محدودة.
مثال: العَين. تأتي مرة بمعنى: العين (المبصرة). ومرةً بمعنى: العين (الماء الجارية) ...
وغيرها. هذه كلها معاني مختلفة للفظ ُ مشترك واحد. وعدد معاني هذا المشترك محدود.
- هناك مقتَضيان للمشترك اللفظي:
* مصاديقُهُ محدودة.
* عندما نسمعُهُ نقف حائرين، ولا ندري ما المقصود به إلا بوجود قرينة.
- بالتالي، المفهوم الكلي ليس مشتركاً لفظيَّاً كما زعم وتوهم الإسميون (من أمثال هيوم). لأن المفهوم الكلي (الكوب مثلاً):
* مصاديقُهُ لا محدودة.
* لا نحتار في تحديد معناه.
- المفهوم الكلي هو من قبيل المشترك المعنوي.
2. المشترك المعنوي
تعريفُه: هو لفظ وضع مرة واحدة ليتناول مصاديق لا محدودة. وإن كانت مصاديقُهُ محددة حالياً، إلا أنها قابلة للتكثير والزيادة باستمرار إن هي َ كثُرت وازدادَت.
2- الرد على المفهوم الجزئي الشبحي
- هيوم يحاول من خلال طرحه لهذه الشبهة، أن يُعيدَنا دائِما إلى الحس والتجريب والاختبار الحي عن قُرب.- ولكن، هناك صنوف من المفاهيم التي لا يُمكن أن تكون (كما يدعي هيوم) جزئيَّة شبحيَّة ُ مشوشة وقابلة للاختبار والتجريب عن قُرب. بل هي موجودة كمفاهيم كليَّة.
مثال: المفاهيم الكلية التي لا مصاديق لها على أرض الواقِع أصلاً! كالعَنقاء، والجودزيلا ... وغيرها! وأيضاً مفاهيم مثل : العَدَم، والمستحيل ... وغيرها!
كما ان هناك مفاهيم كليَّة مجردة، لا تنتمي إلى عالم الحس والمادة. ِ مثل: الملَك، الله، الروح ... وغيرها.
![الرد على المفهوم الجزئي الشبحي الرد على المفهوم الجزئي الشبحي](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiVfcpKdxrf3MvyoPD3M-oQPufMKuXboCf4pWQ9fWAz6NrDajfCs8N9y6oVRgr6kgCA9zzglfe5vtyk23fpPoHyLh8e9qSmdmTiiqEup-Q1rrMHE9T71qujPz8809SIAqmByg4W0mrZi5L0/s400/2.jpg)
وهنا قد يسأل سائِل : ولكنني لا أؤمن أصلاً بهذه المفاهيم! لا أؤمن بالله ولا بالروح ولا بالعنقاء! وفي الرد على هذا التساؤل، نقول:
- لا يليق بالفيلسوف المتقن أن يقع في الخلط بين حيثيَّة المفهوم، وحيثيَّة الوجود.
ديفيد هيوم والإسمانيُّون وقعوا للأسف في هذا الفخ. فقالوا: الدليل على أن المفاهيم الكليَّة غير موجودة هو أنكم كفلاسفة عقليين تزعمون أنها تحل في الذهن بوصف الكلية والوحدة. ولكنها في الحقيقة متعددة، بدليل وجودها في أذهان مختلفة.
هنا الخلط بين المفهوم، والوجود.
فإن الفلاسفة العقليين يُسلّمون أصلاً بأن هذه المفاهيم متعددة إن نحن نظرنا إليها من ناحية الوجود!
ولكن من ناحية المفهوم، فهي متوحدة. ومثل ذلك مثَل جهاز العَرض (Projector ) الذي يعرض ذات الصورة على عدة أسطح.
- لذلك، الذي يحتج بأنَّه لا يؤمن أصلاً بوجود المفاهيم الكليَّة المجردة، فهذا لا يُهم! لأننا لا نناقشه بوجود المفاهيم، إنما بالمفاهيم ذاتِها، آمن بوجودها أم لم يؤمن!
- المفاهيم الكلية تُسمى: المعقولات.
- لدينا نوعان من الفكر:
* التصورات.
* التصديقات (تقرير أحكام معينة).
- التصورات: أولى درجاتِها هو الاتصال بالخارج عبر وسائل الحس.
- الصورة الحسيَّة: تتكون في الواقِع، ثم في الذهن. ِ عندما يستقبِل الدماغ الصور الحسية، فإنَّهُ يقوم بالتجريد.
- التجريد: هو عندما يُسقط (يحذف) الدماغ مشخصات الصورة الحسية المستقبَلَة، والتي تميزها عن غيرها من الصور التي هي من ذات النوع، ويُبقي المفهوم الكلي الجامع بين كل هذه الصور.
مثل: عندما نرى كوب ماء محدد، فيُنشئ الدماغ مباشرة مفهوم الكوب. ولا يجب أن ترى وتختبر عدة مصاديق حتى يُنشئ الدماغ مفهوماً كلياً.
- أرسطو كان يعتقد بنظرية التجريد.
- أرسطو أطلق على الإنسان لقب: "الحيوان المتعَقل". أي: صاحب المفاهيم الكليَّة. (عبارة أرسطو تُرجمت إلى: الحيوان الناطق. وهذه ترجمة خاطئة تماماً).
![أرسطو أرسطو](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgGkC2_LgexcXVnT738fyZQmLKH7fgncYeo8on-wnFlr8QDm1eZIjJvDa-PDqBNyzVUF2SIK-LNazuTCVAQFOfE9NsPLwFY7nAePWrhZSpr7TaOK7w3lZvVkp0TDf9kZn6Yk4RDRL37cmA_/s320/3.jpg)
التقسيم الإسلامي للمعقولات: من حيث العروض والإتصاف
العروض: المنشأ الإتصاف: المصداق
1. المفاهيم الأولى (الماهيات): عروضها واتصافها خارجي. مثل: كوب ماء.2. المفاهيم الثانية: وتنقسم إلى قسمين:
* المنطقيَّة: عروضها ذهني، واتصافها ذهني. وهي المفاهيم الكليَّة. مثل: الإنسان.
* الفلسفيَّة: عروضها ذهني، واتصافها خارجي.
وهذه المفاهيم الفلسفيَّة بطبيعت مفاهيم ثنائيَّة متقابلة. مثل: الوجود والعَدم. أو العلَّة
والمعلول.
- مفهوم السببيَّة (العليَّة): لكل شيء مسبب ولكل معلول علَّة. وحتَّى تُعرف العلَّة فلا بُد من السبر والاختبار. هذا المفهوم (العلة والمعلول) هو مفهوم فلسفي. عروضه ذهنية (لا يوجد في الخارج شيء ملموس اسمه علة ومعلول.) واتصافه خارجي (في الواقع الملموس هناك أشياء تكون سبباً في أشياء أخرى.
مثلا: النار سبب احتراق القطن.
- ديفيد هيوم أنكر مفهوم العليَّة. وقال إنها مجرد علاقة اقترانيَّة بين الأشياء، وليست سبب ونتيجة.
- الفلاسفة العقليون والإسلاميون (من أمثال الإمام أبو حامد الغزالي) قالوا أصلاً بهذا الشيء! وهم أصلاً يرون أن العلاقة هي علاقة اقترانيَّة وليست علة ومعلول أو سبب ونتيجة. لأن المسبب الحقيقي لكل الأحداث هو الله تعالى، وما نراه هو مجرد اقترانات.
ودليل ذلك في القرآن الكريم: قصة إبراهيم والنار. وإسماعيل والسكين.
السكين ليست علَّة الذبح. والنار ليست علَّة الحرق. الله هو المسبب.
![مفهوم السببيَّة (العليَّة) مفهوم السببيَّة (العليَّة)](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiIdDX0HkSpzPuazlAWTy2sbYFAhod_EfWe1le0Zui4_hBh6V65W1LXzhk8s5BdNyrzBNxrmw0FDFlD5B71AK0pQKn2-_UEyrGdHqdijYHYkAOjsRQsyil2SuQ8C96JT0eEx_wkk_7Q7pDR/s400/4.jpg)
- بعدما اكتشف نيوتن قانون الجاذبية، كتب قائلاً: "لا أجدُ تفسيراً لماذا وجد القانون بهذه الطريقة! "
- التفت إلى هذا الاعتراف الفيلسوف البريطاني ألفرد نورث وايتهيد، وكتب في كتا ِبه عصر التحليل:
"إن نيوتن بهذا الاعتراف يشير إلى حقيقة ضخمة، وهي ان هذا الكون ليس عالماً من موات. فالأموات لا تحمل أهدافاً تتطلب تفسيراً".
![الفيلسوف البريطاني ألفرد نورث وايتهيد الفيلسوف البريطاني ألفرد نورث وايتهيد](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjHJC5fEV2FT2L4dHu3CFzQIXyjuGXZC372mzSNOaqYZlzvLQHzFqZCLSQMfrJBwumR-CI9GcSOaaf73QD2VyEGVL7ngK8HbCEd11tyll48qVPRe1lsgFLf4INJJ4K0Q7dsSTbjF0dXSkLl/s320/5.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق