![مذاهب الفلاسفة في تفسير الوجود مذاهب الفلاسفة في تفسير الوجود](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgouNIc8xm3JwkZfgnF2_CuyfpQlN8niZn7BPcJW3XGB2cueeHk0qDRdvWfWmT4eN_Bp_s2iUr_ijApx-mbFIJjhOdbgK6CDaDPX15VAlpNQghyphenhyphentVztx-ypuGZpIbGSb7X9ayxwzM37chZp/s640/%25D9%2585%25D8%25B0%25D8%25A7%25D9%2587%25D8%25A8-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B3%25D9%2581%25D8%25A9-%25D9%2581%25D9%258A-%25D8%25AA%25D9%2581%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25B1-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%2588%25D8%25AF.jpg)
سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس العشرون: مذاهب الفلاسفة في تفسير الوجود
- هناك اتجاهان (مذهبان) عامان:1. الاتجاه المادي – الفلسفة المادية: وهو اتجاه ينفي وجود الروح. ويُبالغ في نفي حتَّى لياقات العقل ويجعل كل شيء مجرد وظائف للمادَّة. فيقول أن حقيقة الوجود هي حقيقة ماديَّة. الفيلسوف المادي، هو فيلسوف واحدي.
2. الاتجاه الروحي – الفلسفة الروحية: وهو اتجاه يرى أن جوهر العالَم وحقيقتُه، والمبدأ الذي يُفسربه ظواهر العالم المادية هو مبدأ روحاني. والفيلسوف الروحاني هو أيضاً فيلسوف واحدي.
![الاتجاه المادي والروحي الاتجاه المادي والروحي](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg5Yu48ITlOI8grvRwxobIwBJqdNtjKT_R94Y61NKg5_UMWKnI3SimnKO-h4Qzk7epMWsLpylfgcxkNYKaWhl5Q8G9MfYxHlh9cLYM4j1q_MPVKs5Ak7iX7SxGCUIEprAQ3bhureS-yGqXH/s320/1.jpg)
- الفيلسوف الواحدي: يُفسر العالَم بناء على مبدأ واحد (مادي – روحاني).
- هناك فلاسفة لا يعتمدون مبدأ واحد لتفسير الكون. فيقولون أن هناك ظواهر تفسر حسب المبدأ الروحي وظواهر أخرى تفسر حسب المبدأ المادي. هؤلاء هم فلاسفة إثنينيُّون.
المذهب المادي
![المذهب المادي المذهب المادي](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjxNRcVkJen80dYPo-HEGJF1XWlfmiTijSMA_QlJSs5g6He9BcOGbSDURd7Hj-zL3pVJkW8ktSfhLryOm_YEh7E_xSidrCvY1sRL5wdDWqomzL22augENHgilnNxoQBAWoN3GWD8sClpeT-/s320/2.jpg)
- ديمقريطس فسر العالَم بطريقة مادية (مبدأ الذرات).
- تصدَّى لديمقريطس الفلاسفة الثلاثة الكبار: سقراط، أفلاطون، وأرسطو.
- أعيد إحياء فلسفة ديمقريطس المادية على يد: أبيقور.
- من الجدير بالذكر أن موضوع رسالة الدكتوراه لكارل ماركس كان عن ديمقريطس وأبيقور.
![ن ديمقريطس وأبيقور. ن ديمقريطس وأبيقور.](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh8BlI4FKae47x1pl8LC2wv1vGVTqtp8UhtbyUQF_-oQVSjhkLeOF1WOJVNVFJB2HjTZDuX9D1te6p7cidk8eBpK-2_wnbOiBCWluaVasnY5IfGktAq6wriQ1KvZe7TE3PizXx9IUC8UW0A/s400/3.jpg)
- الماديَّة في العصر الحديث وجدت دفعة هائلة بفضل السير إسحاق نيوتن. فهو فيلسوف طبيعي ولهُ كتاب اسمه: المبادئ الرياضيَّة للفلسفة الطبيعيَّة.
- نيوتن كان ربوبيا ، ولم يكن ألوهياً. فهو كان يعترف بوجود الله وبعنايتِه بالكون، ولكن لم يكن يؤمن بعناية الله بالإنسان من خلال الشرائع السماويَّة.
- نيوتن كان يرى أن الله يتدخل في الكون بشكل متقطع، فقط عند حدوث خلل في التصميم.
- نيوتن كان، كسائِر علماء عصره، عالماً طبيعيا ميكانيكيا، ماديا وحتميا. (الحتمي: هو من يؤمن بأن كل شيء مضبوط بالرياضيات). فهو يؤمن بأننا لو عرفنا الشروط البدئيَّة لأي ظاهرة يمكننا أن نتنبأ بما ستؤول إليه بعد ملايين السنين!
![السير إسحاق نيوتن السير إسحاق نيوتن](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiuaGt9w2HxH1sC2QWSsz8P33KHscEmhBgZDsYicN6iwjZyeLCiUMTS4CbtqtjVSMeGk85tvb44N7jB5qFslLBiAxti3BYC2yzX-vFqUhkz38sMj0jAWBlEV2vVubpPDJDL59FQV7nC7cJG/s320/4.jpg)
- هناك من الماديين من يفسرون كل الظواهر الروحية على أساس أنها تجليات لنشاط المادة!
- كابانيس كتَب يقول: إن التفكير هو مجرد إفراز للدماغ! كما تُفرز الكبِد الصفراء!
- ماركس يقول: التفكير هو نتاج لمادَّة شديدة التعقيد والتنظيم.
- ولكن على الجانب المقابل، كتب البروفيسور مانسفيلد الحاصل على جائزة نوبل: "أنا عاجز عن أن أفهم كيف نُبصر؟!." فما بالك بالتفكير!
- ويقول هنري بيرجسون: "لا أنكر العلاقة بين النفس والبدَن، ولا بين الدماغ والتفكير. ولكنها ليست علاقة عليَّة".
المذهب الروحاني
- كيف نفهم العلاقة بين الدماغ والفكر بأنها ليست علاقة علَّة ومعلول؟- في بدايات الفيزيولوجيا الحديثة (علم وظائف الأعضاء) كانت علماً تجريبياً. فكان العلماء يأتون إلى الدماغ ويعطلون فيه شيئاً ثم يرون الأثر. فتتكون بذلك علاقة عليَّة. وبناء على هذه التجارب المادية اقتنع البعض، وعلى رأسهم العالم كلود برنار صاحب كتاب "مقدمة في الطب التجريبي"، بأن كل شيء مرتبط بالمادة.
![العالم كلود برنار العالم كلود برنار](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiHz3VyAKk_lpWP-LU4GDa_Ed6PJp8yq6_GpO0QRQk9dK3gdMavC2RckiAFcxxQFU-5gYJ_i20tcQTZZ-GJlUebbAsj_rWUPCwOaaV5RPvRPDeMD9xpZ3pDlvLYxL8jrhaTH6gefTFFGoXn/s320/5.jpg)
- العالم والفيلسوف الكبير هنري برجسون درس هذه العلوم وانتهى إلى أن هناك علاقة بين الدماغ والتفكير، ولكنها ليست علاقة مادية – علة ومعلول.
![العالم والفيلسوف الكبير هنري برجسون العالم والفيلسوف الكبير هنري برجسون](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi4Aa3oEd-adJ89AUIEcStSb-l3g-Glr2EbtwGJSX8XMISczTWWEixv8hcOxk5YXIlJLDueTteySoLwYAi-xS7Se1C7-itW-Du_rvOSquMe8bIlYH8vvDfB6c1lEJVcFEz4YIiPCQTMfhcn/s320/6.jpg)
- تخيَّل جهاز تلفاز. إذا فتحته تشاهد قناة تلفزيونيَّة. ما العلاقة هنا؟
- لو عطلنا جزءاً من التلفزيون (مثلاً: الجزء المسؤول عن اللون الأصفر) فسوف تختل الألوان. فهل يعني هذا أن العلاقة عليَّة؟ لا. العلاقة هنا هي علاقة عرض واستقبال وليست علاقة سبب ونتيجة.
- فلماذا لا تكون العلاقة بين الدماغ والتفكير هي هذه؟ فيكون التفكير عبارة عن مدد إلهي، والدماغ جهاز استقبال.
![علاقة سبب ونتيجة علاقة سبب ونتيجة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEijiBAyeP44GtNPgzFJjR6mUy-rEHegjBMOz8L-hI_h_JhFsipzAgipUAqoKSZ14fKc3ky-MehiYiO9df2WGx7AC83uUIx-TA31-e-UneRnaoI4rAa_CDLB7gZdmcwQKVyR5lYU9z6e1VK-/s320/7.jpg)
- ولنذهب إلى أبعد من هذا: فإن كان الدماغ، كما يدَّعي الماديون، هو فعلاً مصدر التفكير، فلن يتمكن الإنسان من أن يختبر أي نشاط فكري لم يكن لهُ مسبقاً جذر مادي اختبرهُ وجربهُ. ولكننا في الحقيقة نرى العكس باستمرار.
مثال: الرؤى التنبؤيَّة. طبعاً فرويد أنكر وجود الرؤى التنبؤية، وأقر وجود الرؤى التحليلية فقط. ولكن الرؤى التنبؤية أثبتها وسجلها فلاسفة وأدباء ملاحدة ومؤمنون على مر العصور.
- روديارد كبلينغ: هو كاتب معاصر لفرويد. وهو صاحب المقولة الشهيرة:
"الشرق شر ق والغرب غرب ولن يلتقيا". هذا العالم كتب يقول:أنا لم أكن أؤمن أصلاً بالروح ولا بالأحلام التنبؤية، إلى ان رأيتُني ذات ليلة مدعواً إلى قصر الملك، ومن صفة القصر كذا وكذا. ثم وأنا في منتصف الصالة جاء شخص طويل، ربت على كتفي من الخلف، فنظرت إليه وكان أشقر الشعر وقال لي جملة معيَّنة. ثم بعد أيام يسيرة جاءتني دعوة لأول مرة إلى القصر. فذهبت ووجدت القصر والصالة تماماً كما رأيتهافي منامي ووقفت في المنتصف، وأتى شخص طويل كما في المنام وقال لي ذات الجملة! ومنذ ذلك الوقت صرت أؤمن بالروح وبالقدرة التنبؤية.
![روديارد كبلينغ روديارد كبلينغ](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgreo8Tmdwei4b8l19kw0cEPs2kORJVNWItpTSiUKE-87h5Nns17hnLrT09MKdkyV0pts-kXlzphDEbfOHwCH5XJmXzkGUBRWLZjxw8b9d9hNI9PV_NQImvY-jAXghNCs1QPCBYy5bIgmGO/s320/8.jpg)
- المذهب الروحي يعطي الأصالة للروح (الجوهر). ويعتبر أن المادة بكل ظواهرها هي متأثرة بالروح.
- يقول الإمام أبو حامد الغزالي: "اعلم أيها المعتكف في كهف العقل، أن من وراء هذا الكهف أفقاً للتفكير أوسع بكثير. والعقل بالنسبة إليها كالحس بالنسبة للعقل".
- ظاهرة التخاطر عن بُعد – Telepathy: هي ظاهرة تشكل تحدياً للماديين، لأنها لا تخضع لقانون التربيع العكسي.
قانون التربيع العكسي: بين كل جسمين ماديَّين قوة جذب، تتناسب طردياً مع كتلتيهما، وعكسياً مع مربع البُعد بينهما. بمعنى، أنه كلما بعُدت المسافة بين الجسمين، كلما ضعُفت قوة الجذب بينهما. وظاهرة التخاطر تعمل على عكس هذا القانون تماماً!
![ظاهرة التخاطر عن بُعد – Telepathy ظاهرة التخاطر عن بُعد – Telepathy](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjmnDExUTvFdNdcxYUQYL3I29AAmbLksSp5KwQftgxi9e1XA6K_unK7EJ634YgFWwQFRnpYwUMoBVAyQjwPOU84QDxbw72qSNFAL1maNnE7mihk5FwjjP571PUR8S2JSiV0BXt3X_psh9H2/s400/9.jpg)
- يقول إمام أشعري: "إن الله تعالى قادر على إسماع أُطروش قرطبَة، طنين بعوضة مراكش".
- يُقال أن المذهب الروحي يجد جذوره في نظرية المثُل الأفلاطونيَّة. وفي هذا القول ظلم لمساهمة فلسفات الشرق.
التفسير الروحي للعالم
- في التفسير الروحي للعالَم، هناك مذهبان:1. منهج يُعيد الظواهر إلى مبدأ روحي واحد.
2. مناهج متكثِّرة، تُعيد الظواهر إلى أكثر من مبدأ.
- من أبرز أعلام المدرسة الروحية المتكثِّرة هو: لايب نيتس. وهو صاحب نظرية المنادات. وقد أراد أصلاً أن يرد بها على نظرية ديمقريطس المادية.
- الفرق بين نظرية الذرات، ونظرية المنادات:
- ديمقريطس – نظرية الذرات: العالَم يتكون من ذرات قابلة للانقسام في الذهن فقط، وليس في الواقِع.
- لايب نيتس – نظرية المنادات: العالَم يتكون من ذرات، ولكنها ليست قابلة للانقسام لا ذهنيا ولا ماديا . وهذه الذرات هي ذرات روحية لا شكل لها ولا مقدار. وكل ذرة منها تحوي الوجود كله.
- في تراث الشاعر الفارسي محمود شبستري، وفي كتابه حديقة السر يقول: "الكون كله انطوى في جناح بعوضة".
- فريد العطار في كتاب منطق الطير يقول: "لو فلَقت ذرة، لوجدت فيها شمساً".
- لايب نيتس يقول أن المنادات نابعة من الله، كما تصدُر ذرات الضوء عن الشمس. ولهذه المنادات درجات إدراك تتفاوت قوةً وضعفاً بحسب الرتبة الوجوديَّة. فالجماد درجة إدراكه ضعيفة جدا. والإنسان رتبته الإدراكيَّة قوية.
- أيضاً، من أبرز أعلام الروحية المتكثِرة هو: جورج بيركلي.
- بيركلي أنكر المفاهيم الكليَّة. أو المعقولات الكليَّة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق