![اللَّيْلُ لَيْلٌ، وَالنَّهَارُ نَهَارُ اللَّيْلُ لَيْلٌ، وَالنَّهَارُ نَهَارُ](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgNJweNPq8zQFnPUWJwnGn45sTTiY42SjMF0VrQL_wgFwf3-P74mR0gLuoa0OQH626ebKmaoyGEDwpnUdhuCvXvGEuHuVjgnL9D4dMraKn4Adp9Cc0FdeBOYLDjBZY4NqOki_DHgw2UpLNK/s640/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2591%25D9%258E%25D9%258A%25D9%2592%25D9%2584%25D9%258F-%25D9%2584%25D9%258E%25D9%258A%25D9%2592%25D9%2584%25D9%258C-%25D9%2588%25D9%258E%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D9%2591%25D9%258E%25D9%2587%25D9%258E%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258F-%25D9%2586%25D9%258E%25D9%2587%25D9%258E%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258F.jpg)
اللَّيْلُ لَيْلٌ، وَالنَّهَارُ نَهَارُ،
وَالبَغلُ بَغْلٌ، وَالحِمَارُ حِمَارُ
وَالدِّيكُ دِيكٌ، وَالدَّجَاجَةُ زَوْجهُ،
وكِلاهُمَا طَيرٌ لَهُ مِنقَارُ
رُوِيَ أن الشاعر الفطحل (أبو نوّاس) ذهب وهو صباه مع جماعة من الشعراء إلى الوالي (الخصيب) لمّا ولاّه الخليفة العباسي (هارون الرشيد) على (مصر)، وكانوا يريدون مدحه.
وكان (الخصيب) في الأصل عبدًا عند (الرشيد).
وفي الطريق كانوا يعرضون قصائدهم التي سيلقونها على الوالي الجديد، فطلبوا من أبي نواس أن ينشدهم قصيدته .؟ فأنشدهم البيتان السابقان، فضحكوا منه، وسخروا
فلما وصلوا إلى الوالي أنشد كلٌ منهم قصيدته.
ولما جاء الدور على أبي نواس بدأ الشعراء يضحكون.
فإذا به يلقي قصيدة طويلة تقع في نحو أربعين بيتًا، فذهل الشعراء منه و قالوا: يا أبا نواس: ما منعك أن تنشدنا هذه القصيدة عندما طلبنا منك ذلك؟.
فقال: خشيت أن تعجبكم، فتسرقونها
وهذه هي قصيدته الرائعة التي ألقاها على مسامع (الخصيب) في حضورهم، والتي أذهلت الجميع :
أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ، = وميْسُورُ ما يُرْجَى لديْكِ عسِيرُ
و إن كنتِ لا خِلمـاً ولا أنتِ زوْجـة ٌ = فلا برحَتْ دوني عليكِ ستُورُ
وجــاوَرْتُ قــوْمـاً لا تــزاوُرَ بينـهمْ ، = ولا وَصْلَ إلاّ أن يكونَ نُشُورُ
فما أنا بـالمشْغُـوفِ شَـرْبَـة َ لازِبٍ ، = ولا كـلّ سـلطـانٍ عـليّ قَــديــرُ
وإنّي لِطَرْفِ العينِ بالعينِ زَاجِرٌ، = فـقـد كـدْتُ لا يخْـفى عليّ ضميـرُ
كمـا نظرتْ ، والريحُ ساكنـة ٌ لها ، = عُـقـابٌ بـأرســاغِ اليـديْـن نَـــدُورُ
طـوتْ ليلتين القُــوتَ عن ذي ضَـرُورَة ٍ = أُزَيْغِبَ لم ينْبُـتْ عليـهِ شَـكِيـرُ
فأوْفَـتْ على عَـلْـيـاءَ حينَ بَـدَالَـهـا = من الشمْسِ قَرْنٌ، والضّرِيبُ يمورُ
يقلّـبُ طَـرْفـاً في حِـجـاجَيْ مَـغـارَةٍ، = من الرأس ، لم يدْخُـلْ عليـه ذَرُورُ
تقـولُ التي عن بيتها خفّ مـرْكبي: = عزيزٌ علينا أن نَرَاكَ تَسيرُ
أما دونَ مصْرٍ للغنَى مُتَطَلّبٌ ؟ = بلى إنّ أسْـبـابض الغِـنَى بـكـثــيــرُ
فـقلتُ لها: واستعجلَتْـها بَـوَادِرٌ، = جـرتْ ، فجـرى في جرْيهِـنّ عبيــرُ
ذريني أكَثّرْ حاسديكِ برِحْلَة ٍ، = إلى بـلَـدٍ فيـه الخصيـبُ أميــرُ
إذا لم تَـزُرْ أرْضَ الخصِيبِ ركابُنا، = فـأيّ فتـىً، بعـدَ الخصيبِ، تَزُورُ
فتًى يشْتري حُسْنَ الثنــاءِ بمالِهِ، = ويـعْـلَـمُ أنّ الدّائِـرَاتِ تَــــدُورُ
فما جـازَهُ جُـودُ، ولا حَــلّ دونَـه، = ولكـنْ يصيـرُ الجـودُ حيثُ يصيـرُ
فلمْ تَرَ عينــي سُؤدَداً مثلَ سُؤدَدٍ، = يحِــلّ أبو نَصْـــرٍ بــه، ويَسِيرُ
سمـوتَ لأهلِ الجـوْرِ في حال أمنِهمْ، = فأضحو وكـلٌّ في الوثـاق أسِيـرُ
إذا قام غَنّتْهُ على السّاقِ حِلية ٌ، = لها خُطوة ٌ عند القيام قصيرُ
فمنْ يـكُ أمْسَى جاهِـلاً بمـقـالتي، = فـإنّ أمِـيـرَ المُـؤمنيـنَ خَبِيـرُ
ومـازلتَ توليهِ النصيـحة َ يـافِـعـاً = إلى أن بدا في العارضَينِ قتيرُ
إذا غـالَـهُ أمــرٌ، فــإمّـا كـفَـيْتَـهُ، = وإمّـا عليـه بـالكِـفـاءِ تُـشـِـــيــرُ
إليـكَ رمَـتْ بـالقَـوْمِ هُـوجٌ كـأنّمـا = جمـاجمهـا، فـوق الحِجـاجِ، قـبـورُ
رحلْنَ بنا من عَقْرقُوفَ، وقد بدا = من الصّبْـحِ مفتـوقُ الأديمِ شهيــرُ
فما نجدَتْ بالماءِ حتى رأيتُهَا = معَ الشّمسِ في عينيْ أباغَ تغُــورُ
وغُمّرْنض من مـاءِ النُّـقَيْـبِ بشَـرْبَـة ٍ، = وقد حانَ من ديك الصّباحِ زميرُ
ووافَيـنَ إشْـرَاقـاً كنـائسَ (تَدْمُـــرٍ)، = وهـنّ إلى رَعْـنِ المُـدخِّـنِ صُــورُ
يُؤمّمْنَ أهْلَ الغُوطَتَينِ كأنّمَا = لها، عند أهلِ الغوطتينِ، ثُؤورُ
وأصْبحنَ بالجوْلان يرْضَخن صَخرَها، = ولم يَبْقَ من أجْراحِهِنّ شُطورُ
وقـاسَيْنَ لَيْـلاً دونَ بَيْسـانَ لم يكَـدْ = سنَـا صُـبْحِـهِ ، للنـاظرينَ ، يُـنِـيــرُ
وأصْبحنَ قد فوّزْنَ من نهرِ فُطرُسٍ، = وهُنّ عنِ البيْتِ المقدّسِ زُورُ
طوالبَ بالرّكْبانِ غزة َ هاشمٍ، = وفي الفَـرَمَـا، من حاجِـهِـنّ، شُقُـورُ
ولَمّا أتَتْ فُسْطاطَ مصْرٍ أجارَهَا = على رَكبِها، أن لا تزالَ، مجيرُ
من القوْمِ بسّامٌ كأنّ جبينَهُ = سـنَـا الفـجْـرِ يسْـري ضــوؤه ويُـنيــرُ
زَها بالخصِيبِ السيْفُ والرّمحُ في الوَغَى، = وفي السّلْمِ يزْهُو مِنْبرٌ وسَرِيرُ
جـوادٌ إذا الأيْـدي كفَفْنَ عن النّـدى ، = ومن دونِ عَوْراتِ النساءِ غَيُورُ
لَهُ سَلَفٌ في الأعجَمين كأنّهمْ = إذا اسْـتُـؤذِنـوا يـوْمَ السّـلامِ بـــدُورُ
وإني جـديرُ، إذ بلغْتُـكَ بــالمُـنى، = وأنْـتَ بـمـا أمّـلْـتُ مـنـكَ جــديــرُ
فـإنْ تُـولِني مـنـك الجَمِـيـلَ ، فـأهْـلُـهُ، = وإلاّ فـإنّـي عــاذرٌ وشَـكُــورُ
0 التعليقات:
إرسال تعليق