نحو فهم عصري للشريعة

نحو فهم عصري للشريعة

يحاول التيار السلفي إنشاء جماعات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبار هذه الجماعات أنها من بين أسس ومقومات نجاح الدولة الإسلامية.

وبالمملكة العربية السعودية تجدهم قد أنشأوا هذه الجماعات وتجد أفرادها وهم مسلحون بالهراوات أو الخيزران لردع المخالف والمتكاسل عن الصلاة ومناهضة أعمال الميوعة وغير ذلك.

لكني أجد أن هذه العقول تحتاج أن تتطور، وتحتاج لترتوي قسطا من المرونة، وأن تعتاد على الموضوعية في شكل تكوين الدولة الحديثة.

فالنائب العام والنيابات المتخصصة وأجهزة القضاء والشرطة، ومفتشوا الصحة ، ومفتشوا التعليم، ورجال الجمارك والتموين وغير ذلك .....كل هؤلاء جماعات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر....

كذلك فالدولة تقوم بتطبيق شريعة الأمر بالمعروف عن طريق الأزهر ونظم التعليم بالمدارس ...وتنهى عن المنكر عن طريق تلك الجماعات والهيئات والوزارات التي ذكرتها.

لكن لا يجب أن نقود المسلمين كالبغال لتأدية الصلوات أو لتنفيذ الحجاب وغير ذلك فذلك ليس بإسلام إنما هو فرض وصاية ليس من الإسلام..

وصلاح المجتمع مسئوليتنا جميعا لكن دون التعدي على الحريات العامة أو الشخصية إلا بضوابط القانون.

والقانون الوضعي من الشريعة لأن الله تعالى قال : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199.

لذلك فأعراف الشعوب التي لا تحلل حراما هي من الشريعة الواجب تطبيقها، وطاعة الحاكم من الشريعة طالما لم يأمرك بمعصية....لكن أن يتحكم بحريتك الشخصية أو اختيارك لعقيدتك فذلك ليس من الإسلام.

أذكر ذلك لعل المرونة تصيب عقول التيار السلفي...ولعلنا نتناغم مع شكل تنظيم الدولة ولا نتنافر معه..
شاركه على جوجل بلس

Grini

الموقع لا علاقة له بالدكتور عدنان إبراهيم وهو مجهود شخصي لجمع علم وفكر الدكتور ومن نهج نهجه في مكان واحد. وكل ما ينشر على الموقع لا يعبر بالظرورة على فكر القائمين عليه. لذا وجب التنبية
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق