تلخيص سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة: الدرس 29

 مبحث القيَم

سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس التاسعة والعشرون: مبحث القيَم

- لم يستجدّ شيء في مبحث القيَم في القرن العشرين إلا المصطلح نفسه (اكسيولوجي).

- هناك نوعان من القيَم:
          1. قيَم جوهريَّة: وهي غاية في ذاتها.
          2. قيَم خارجيَّة: وهي وسيلة لتحقيق غاية.

- الفلاسفة لا يهتمون بالقيَم الخارجية الوسليَّة.

- مثلا: قيمة الزهرة جوهريَّة. وقيمة السيارة وسليَّة.

- السؤال: هل هذه القيم عينيَّة في الأشياء (كامنة فيها) أم أنها من ابتداع العقل؟

- هناك مذهبان في هذه المسألة:
          1. من يقول بعينيتها.

          2. من يقول بأنها ابتداع العقل وصنع المجتمع: مثل البراجماتيين والوضعيين المناطقة.

- زعيم الوضعية المنطقية في بريطانيا ألفرد آير صاحب كتاب "اللغة، الحقيقة، المنطق" يرى أن القيم الأخلاقية والجمالية بشكل عام ليست صفات عينية وليست من القضايا التي يمكن تصنيفها بأنها صادقة أو كاذبة. وإنما هي مجرد تعبير عن وجدانات ومشاعر وهي لا تدخل في بحثنا!

 ألفرد آير

- القيم التي يبحث عنها الفلاسفة هي ثلاث قيم:
          1. الحق (المنطق).
          2. الخير (الأخلاق).
          3. الجمال.

- بعض الفلاسفة اقترح إضافة قيمة القداسة – Holiness.

- ماكس فيبر، من مؤسسي علم الاجتماع، يقول أن عصرنا هذا هو عصر نزع القداسة!

- والبعض اقترح إضافة قيمة العبادة.

- طبعاً هاتان القيمتان المقترحتان تدخلان ضمناً في قيمة الخير (الأخلاق).

قيمة الحق

- يُقصد بهذه القيمة: الصدق (بالمعنى المنطقي).

- القضايا في المنطق الصوري تُقسم إلى قسمين:
          1. قضايا صادقة.
          2. قضايا كاذبة.


- القضيَّة في العرف المنطقي تُعادل الجملة الخبرية، لا الإنشائيَّة.

- الجملة الخبرية: هي التي تحتمل الصدق والكذب في ذاتها، وليس لمعنى خارج عنها.

- بعض الفلاسفة يستخدم الحس كمعيار للحق (التجريبيون).
  ومنهم من اتخذ العقل معياراً (العقلييون).
  ومنهم من علَّق الحكم واستسلم للشك (اللاأدريون).

- الرياضيون وأصحاب المنطق الصوري: يذهبون إلى أن الحق بطبيعته شامل وقطعي وضروري. وذلك تأثراً بمجالهم الرياضي والصوري وقضاياهم التي تأخذ المنحى القطعي في الأشياء. فهم يرون أن الحق صفة عينيَّة في الأشياء، وليست نتاج العقل وإدراكه.

- البراجماتيون والوضعيون المناطقة: يرون أن الحق شيء متحرك ونسبي وغير قطعي وغير ضروري. وهم في ذلك مثل السفسطة العنديَّة التي تجعل الفرد معياراً للحق (نسبي).

- طبعاً البراجماتيون فهموا خطأً بأنهم مثل السفسطائيين العنديين في نظرتهم إلى موضوع الحق. والحقيقة أنهم مختلفون قليلاً. فهم لا يرون أن معيار الحق هو الفرد، بل الإنسان في حدود أمته وشعبه.

الذين يقولون بالنسبيَّة يجدون العزاء ويحتفلون بمقولات بعض الفلاسفة وببعض النظريات العلمية، مثل النظرية النسبية لآينشتاين.

- بليز باسكال يقول: "إن ثلاث درجات هي كافية لكي تقلب الشيء من خير إلى شر"
وهو يقصد هنا درجات العرض في الكرة الأرضية. ويكمل: " فالأشياء التي تكون حقاً شمال جبال البرانس تُصبح باطلاً جنوبها.

- هناك ستة معايير للحق:
1. معيار التطابُق - Correspondence :
وهو تطابُق الحكم مع الواقِع الخارجي. أرسطو تكلَّم كثيراً عن هذا المعيار. فهذا المعيار يعمل في المسائل العملية (الاستقراء).

2. معيار الاتساق (عدم التناقُض) - Consistency :
ويعتمد على قانون عدم اجتماع النقيضين. وهو يعمل في المسائل الاستنباطيَّة. أرسطو تكلم عنهُ أيضاً. وهذا المعيار لا يهتَم به البراجماتيون لأنه لا فائدة عملية له.

3. معيار الترابُط - Coherence :
يعني أنَّك حين تفكر يجب ان تكون وفياً لمبدأ معين يفسر لك كل شيء. فحين تُطلق حكماً
يجب أن يكون مترابِطاً مع سائِر الأحكام (فلسفة نسقيَّة). يؤمن بهذا المعيار بالذات المثاليون والصوريون.

4. معيار الوضوح - Obviousness :
قال به ديكارت في رسالتِه "كيف نجعل أفكارنا واضحة". يقول: إياك أن تبدأ بشيء لا يكون واضحاً بذاته (الواضح بذاته، هو الذي لا يثير الشك). جون لوك وافق ديكارت في هذا.

الواضح بذاته، برهانهُ فيه – Self-evident.
هذا المعيار لا ينجح دائِما فليس من شرط القضيَّة الصادقة أن تكون واضحة! فقد يكون
الشيء صادقاً وحقيقياً ولكنه غير واضح بذاته (مثل قانون الجاذبية الأرضية، أو النسبية

العامة). وقد يكون واضحاً بذاته، ولكنه كاذب.

5. معيار النفع في الحياة العملية للإنسسان والجماعة (وليس الفرد) - Cash Value :
هذا معيار جون ديوي، وليام جيمس، وسانستايانسا. يقول أن كل شيء حق يجب أن يكون نفعُهُ آنياً. وهذه هي القيمة المنصرفة نقداً – مثل الشيك!
ِ كتاب "إرادة الاعتقاد" هو كتاب لويليام جيمس. وهو مبني على أن الدين لأنَّه يقدّم عزاء
للناس في مصائبهم وأملاً بحياة سعيدة، فهو حقيقة. بمعنى أنهُ حقيقة بالمعنى البراجماتي النفعي!

6. معيار التحقق - Verification :
بمعنى التحقق من مضمون العبارات بالرجوع إلى الواقع المحسوس. وهذا قالت به الوضعية المنطقية.
شاركه على جوجل بلس

Grini

الموقع لا علاقة له بالدكتور عدنان إبراهيم وهو مجهود شخصي لجمع علم وفكر الدكتور ومن نهج نهجه في مكان واحد. وكل ما ينشر على الموقع لا يعبر بالظرورة على فكر القائمين عليه. لذا وجب التنبية
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق