سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الثامن والعشرون: موقف الاجتماعيين والماديين والصوفية من المعرفة
كوقف الإجتماعيين
- الاجتماعيون عالجوا القضايا العقليَّة كما عالجوا القضايا الاجتماعيَّة.- بمعنى أنهم لم يعترفوا بوجود مبادىء ومدركات عقليَّة كليَّة عامة شاملة ضروريَّة، وأنها من فطرة العقل.
- الاجتماعيين قالوا أن هذه المبادىء العقليَّة ما هي إلا انعكاس للهيئة الاجتماعية وظروفها وشروطها.
- لوسيان ليفي بريل تكلَّم عن موضوع أن العقل البدائي يأتي قبل المنطقي. وأحضر أدلة
أنثروبولوجية على ذلك.
- قال أن هناك قبائل بدائيَّة كانت تؤمن بقانون التناقُض! كأن يكون الشخص حي وميت، أو فوق وتحت في ذات الوقت!
- إميل دوركايم قال بالعقل الجمعي. و هو أن الناس يفكرون على نحو ما تُريد الجماعة.
- هربرت سبنسر، التطوري الاجتماعي، قال أنَّه يسلم بأن المبادىء العقليَّة في حق الفرد هي فطريَّة. وفي حق النوع مكتسبة.
- ويقول أن سر خضوع الفرد لهذه الأفكار والتسليم بها هي أنها فطرية فيه. ولكن في النوع الإنساني البدائي كانت مكتسبة.
(طبعاً هذا الكلام هش جداً ويُنقَض بسهولة).
موقف الماديين
- الماركسية خصوصاً ترى أن العقل هو عضو يؤدي فوائد للحياة العملية فقط. فهو عضو تكيُّفي، مثل العين والأنف وغيرها! والبراجماتية ترى هذا أيضاً.- جون ديوي يقول أن الإنسان لا يُفكر إلا عندما يضطر إلى التفكير!
- برتراند راسل لهُ كتاب يمدح فيه الكسل. ويقول أن الحضارة بنت الكسل.
- كلام راسل عكس ديوي تماماً! ديوي يرى أن الإنسان يُفكر فقط كي يؤمن حاجاته وضروراته، ثم ينام. بينما راسل يرى أن الحضارة تنشأ حين تتوفَّر للإنسان الحاجات والضرورات. حينها يبدأ بالتفكير.
- حتَّى في الدين، الإنسان يرتاح للعبادة ويتفرغ للدين والتفكير في الله حين تكون حاجته مؤمنة.
- أبو حامد الغزالي يقول: ليت شعري! متى يتفرغ العباد لعبادة الله وهم مستغرقون ليلهم ونهارهم في تحصيل رغيف العيش!
- طبعاً لا نُعمم. بل نقول معظم الاختراعات والاكتشافات تأتي وقت الراحة. ولكن هناك حالات مثل حالات الحرب، تكثُر فيها الاختراعات.
- كارل ماركس يقول: دأب الفلاسفة عبر العصور على أن يفسروا العالَم. ووظيفتنا نحن أن نغيره!
- طبعاً ماركس لا يؤمن بالمقولة الأرسطية أن المعرفة تُطلب لذاتها. بل هو يرى أنها تُطلب حتى يُغير الإنسان بها نفسه ومجتمعه. وقال: إن القط لا يتعرف على الفأر لمجرد أن يتعرف عليه!
( طبعاً هذا الكلام والتعميم واه. لأن هناك على مر العصور فلاسفة وأشخاص ينشدون المعرفة لذاتِّها. مثل أرسطو في بحثه الميتافيزيقي لم يبتغ منه فائدة إلا المعرفة ذاتها).
موقف الصوفية
- كل الصوفيين تقريباً اتفقوا على أن الحس أدنى مراتب المعرفة.- واتفقوا على أن المعرفة العقليَّة هي أعلى وأقوى من المعرفة الحسيَّة، ولكنها أيضاً غير كافية.
- فقالوا أنَّهُ تبيَّن لنا من خلال تجارب أنَّه يمكننا أن نرتاد آفاقاً بعيدة وعميقة، تُعتَبَر آفاق العقل مقارنة بها ضئيلةً وقليلة.
- وقال أبو حامد الغزالي: هذه المعرفة تُنال بارتفاع الحجاب بين العقل والغيب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق