لطالما نسمع مناديا يقول بتطبيق الشريعة، بينما حقيقة ما بدماغه عن الشريعة بعض الهلاوس الفقهية، ولطالما ذكرنا بأن الشريعة تتغير بتغير الزمان والمكان، وأن هدف الشريعة هو خدمة الإنسان وفق ضوابط الكتاب والسنة، وأن الشريعة ليست حدودا عقابية فقط، وأن الشريعة هي قواعد الأخلاق تتخللها بعض الفرائض التي أوجبها الله بالقرءان، أما العقوبات فهي للجانحين عن الشريعة، أي الخارجين عن نظام المجتمع طالما أن المجتمع سن قانونا لا يغضب الله، وأنه طالما تواجدت مصالح العباد فثم وجه الله والشريعة.
لكنهم يلهثون وراء كتابات الماضي وأئمة السلف، حسنا، سنكشف بعضا مما تشمخون به من فكر تعتبرونه دينا وشريعة، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولقد سبق وواجهت دار الإفتاء المصرية على صفحات مجلة روز اليوسف في هذا الشأن، ولقد بينا قبلا كيف تواجدت الفروق بين دين الله وتشريعات الفقهاء.
واليوم نسأل من يريدون تطبيق الشريعة هل سنطبق بمحاكمنا فقه الأئمة العظام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل الذين يرون بأن أقصى مدة لحمل المرأة هو أربع سنوات، أم فقه الامام أبو حنيفة الذي يراها سنتان فقط، بل لقد قال الإمام مالك في أحد آرائه بألا حد لأقصى مدة لحمل المرأة أي تلد وقتما تلد وتنسب وليدها لزوجها المتوفى أو المطلق أو غير ذلك مهما بعدت السنين، فهل ستقبل أنت هذه الشريعة أن تجد مطلقتك منذ عدة سنوات تقول لك مبروك لقد أتيت لك بمولود اليوم بعد مرور تلك السنين وتسميه باسمك.
أم سنطبق العلم الذي قال أن أقصى مدة حمل للمرأة يقدر بتسعة أشهر وقد تمتد لأيام بعدها؟ (294 يوم) ، وهل إذا ما طبقنا ما جاء به العلم نكون علمانيين فجرة نتبع الغرب الكافر؟، أم متبعين لسنة الله في خلقه وفطرته التي لا تتبدل؟.
إن محاكم دول الخليج تحكم بأحكام الأئمة في أقصى مدة للحمل، فهل يا ترى ستصرخون قائلين بألا نناقش أحكام القضاء، لأن قضاءنا شامخ يقوم بتطبيق شرع الله؟.
وطبعا لا تقبلون أن أقول لكم بأن أئمة الأمة كانوا أصحاب عقول متواضعة وفهم ضيق وعلم قليل، وللأسف تابعهم علماء الأمس واليوم في هذا الشأن فهم أيضا أصحاب عقول متواضعة وفهم ضيق وعلم مبني على أسس جهولة وجاهلة.
وطبعا لأنكم تعبدون الطاغوت فستثيركم هذه الكلمات مع انها ليست موجهة لهم انتقاصا من قدرهم، لكنها موجهة لكم تقليلا من تعظيمكم لهم لأن تعظيمكم لهم أوردكم مورد الإشراك بالله.
• فهل ستقتلون المرتد.
• وتتغابون على أهل الملل الأخرى من جيرانكم في الوطن والسكن بفرض الجزية عليهم.
• وهل ستقومون بقتل تاركي الصلاة.
• وهل ستقومون بنكاح الفتيات القُصَّر اللائي لم يبلغن الحُلُم.
• وهل ستختنون البنات والصبيان.
• وهل ستعالجون مرضاكم بأبوال الإبل.
• وهل ستقوم جيوشكم بالهجوم على الدول المجاورة بغرض الفتح الإسلامي واسترقاق نسائها وأطفالها وقتل رجالها.
• وهل ستمنعون بناء الكنائس وتهدمون القائم منها في ديار الإسلام.
• هذا إلى غير أحكام البتر والجلد، وتنفيذ الضرب بالعصي بالطرقات للغادين والغاديات بواسطة جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أم تراكم ستنفذّون أمورا دون أمور أخرى، وهل بذلك تكونون قد طبقتم الشريعة، هل هذا هو عالمكم الذي تريدون ودنياكم التي إليها تتطلعون....فلعنة الله على عقولكم وديدنكم الذي به تتدينون، فلست أدري أي إله تعبدون؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق